السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
في هدوء الصباح وقيلولة الظهيرة وسكون الليل وبُعد الرقيب وكثرة الفراغ وحب
الاستطلاع والبحث عن المغامرة والتقليد الأعمى والعبث الإلكتروني وقلة الوازع
الديني يظهر لنا شيطان النت الأكبر ***
اتخذ ذئاب الأعراض سلاحاً لقتل الفضيلة***
والكلام المعسول والحب المزعوم سلماً للوصول للقتيلة ***كم أنتهك به من
أعراض *** وكم سالت بأسبابه من دموع الحسرة والندامة على كل الباب *** وبالصوت
والصورة أصبحت الفتاة غير مستورة *** الخاسر الوحيد مع هذا الشيطان هي الفتاة
المغرورة *** التي رغبت بقتل فضيلتها *** وهتك عرضها ***وتدنيس عفتها *** ضيعت
شبابها ***وكرامة أهلها ***وستر ربها *** وحق من حقوق زوجها المنتظر بحجة
الترفيه مع شاب يكذب في كل كلماته *** يشبع غريزته الجنسية عبر شيطانه *** هذا
الشيطان هو ( المسنجر ) وتزيد خطورته أكثر لارتباطه بالنت حيث تلاقي الجنسين
عبر المنتديات والشاتات والمحادثات.
* * * * *
إليكِي فتاة المسنجر :
إذا رأيتِ من نفسكِ ضعف و ميلاً إلى المعصية فتذكّري قبل أن تفتحي المسنجر أن
الله يراكِ ومُطّلع عليكِ، فهو العليم الخبير، وهو السميع البصير *** قال
تعالى: { يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ } [البقرة: 77]، ويسمع
كلامكِ، ويرى مكانكِ، ويعلم سركِ ونجواكِ، فهو سبحانه معكِ بعلمه واطلاعه،
فاحذري كل الحذر أن تجعلين الله أهون الناظرين إليكِ.
***
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل: خلوت ولـكن قل: عليّ رقيب
ولا تَحسبـن الله يغفـل سـاعةً ولا أن مـا تُخفي عليه يغيـب
***
تخيلي وأنتِ ترفهين عن نفسكِ عبر هذا الشيطان وتتخاطبين مع أحد الشباب ودخل
عليكِ أبوكِ أو أخوكِ أو زوجكِ *** كيف حالكِ !! هل ترضين أن يطلع على محادثتكِ
فإن خفتي من إطلاع العباد فكيف برب العباد ،*** تخشين الناس وتنسين رب الناس، قال
تعالى: { يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ
مَعَهُمْ } [النساء: 108]، تستعظمين نظرَ المخلوق على هوانه، وتستخفين بنظر
الخالق مع علوّ شانه.
أختي المسنجرية : و أنتِ أمام المسنجر في تلك الغرفة لوحدكِ بعيدة عن رقابة
البشر هل تظنين أن الله لا يراكِ و لن يطّلع عليكِ ولن ينظر إليكِ؟! فهو تعالى
يراكِ *** فاجعلي له في قلبكِ وقارًا، وتذكري: { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ
اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14]. وبقدر ما تعظمين قدر الله في قلبكِ يعظم مكانكِ
عنده قال سبحانه: { وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ
عِندَ رَبِّهِ } [الحج: 30].
أختي المسنجرية : تذكري يوم تشهد عليكِ الشهود وتفضحكِ فيه الجوارح
والجلود ***فأين يكون مهربكِ؟! وإلى أين يكون الملجأ والشهود منكِ
والشهادة عليكِ؟! فتأملي
يا مسكينة *** تعصين الله بها ومن أجلها وتدافعين عنها ثم تأتي هذه الجوارح يوم
القيامة فتشهد عليكِ! وتذكري أيضًا المكان الذي حدثتي فيه الشباب عبر المسنجر
والشات و عصيتِ الله فيه سيأتي يوم القيامة شاهدًا عليكِ ***وتذكري أن الله
أرصد لكِ ملائكة كرامًا يرونكِ من حيث لا ترينهم ويعلمون ما تقولين وما
تفعلين،قال سبحانه مذكراً لكِ ولغيركِ { يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ }
[الانفطار: 12]
و تذكري أختي المسنجرية : أعظم شهادة : إنها !!!
شهادة رب العالمين: { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَـ ثَةٍ إِلاَّ هُوَ
رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ } [المجادلة:7]،
وشهادة الملائكة: { إِذْ يَتَلَقَّى لْمُتَلَقّيَانِ عَنِ لْيَمِينِ وَعَنِ
لشّمَالِ قَعِيدٌ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ق:17، 18]،
وشهادة الجوارح: { لْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْو هِهِمْ وَتُكَلّمُنَا
أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [يس:65]،
وشهادة الجلود: { وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُواْ
أَنطَقَنَا للَّهُ لَّذِى أَنطَقَ كُلَّ شَىْء } [فصلت:21]،
وشهادة الأرض: { إِذَا زُلْزِلَتِ لاْرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ لارْضُ
أَثْقَالَهَا وَقَالَ لإِنسَـ نُ مَا لَهَا يَوْمَئِذٍ تُحَدّثُ أَخْبَارَهَا
بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } [الزلزلة:1-5]، قالوا: يا رسول الله ما
أخبارها؟ قال: ((أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها تقول: عملت كذا
وكذا في يوم كذا وكذا)).ويوم القيامة يشهدون عليكِ، فأين المهرب من كل هؤلاء
الشهود؟! وكفى بالله شهيدا !!
أختي المسنجرية : تذكري الإحصاء والكتابة وأنتِ تحادثين من حرم الله عليك
محادثته من الشباب عندما يذوب قلبكِ كمدًا وحزنًا وينحرق أسفًا ولوعة، عندما
تُنشر صُحفكِ المطوية بأعمالك المخزية *** أنتِ نسيتي ولكن الديان لا ينسى، قال
سبحانه: { أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ } [المجادلة: 6].لم ينسه الملكان حين
نسيته بل سجلاه وأنت لاه تلعب
سترين هذه الأعمال حين تأتي ساعة الندم، حينما تذهب اللذات وتبقى الحسرات
***حينما تذهب الشهوات وتبقى التبعات، فتذكري كتابًا يبسط ويُنشر بين
يديكِ
*** وكل ما فيه لكِ أو عليكِ *** وتذكري أن كل لفظ تقولينه وكل فعل تفعلينه وكل
حركة تُصدرينها مسجلة عليكِ وسترينها يوم القيامة أمام ناظريكِ *** فاعملي
وقولي ما يسرّكِ أن ترينه يوم أن تلقين الله يوم القيامة.
أختي المسنجرية : وفي الختام أعلمي إن طريق الجنة محفوف بالمكاره *** وهو عقبة
كؤود ومرتقى صعب *** لا يتجاوزه إلا كل مخفّ من الذنوب والسيئات *** فهل تريدين
الجنة وما فيها من النعيم وأنتِ على المعاصي مقيمة؟! وهل تريدين سعادة الدنيا
والآخرة وأنتِ متنقلة من معصية إلى معصية؟! ومن محادثة إلى أخرى
تصلين الذنوب إلى الذنوب وترتَجين درج الجنان بها وفوز العـابد
و نسـيـتي أن الله أخـرج آدم منها إلَى الدنيـا بذنب واحد
أختي المسنجرية : قد آن لكِ الآن أن تقلعين وتتوبين من استعمال شيطان النت
الأكبر [ المسنجر ]، وأن تلتزمين بالطاعة موالاكِ *** والتي فيها سعادتكِ في
الدنيا والآخرة *** وتذكري { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد: 16]، رددي
معي وقولي بلى، والله قد آن، قد آن، قد آن.
ألبسكِ الله لباس الطاعة وخلع عنكِ لباس المعصية فاليوم عمل ولا حساب وغداً
حساب ولا عمل *** من اليوم ألغي جميع إيميلات الشباب من شيطان النت
الأكبر ***وتوبي إلى الله تعالى عل الله تعالى أن يتوب علينا و عليكِ .
وإلى كل شاب مسنجري : تذكر أن الجزاء من جنس العمل وبمثل ما رضيته لأخواتك
المسلمات عبر المحادثات ستراه بأم عينك في أعز ما تملك من الزوجة والبنت
والأخوات وبمثل ماتدين تدان وما هو أعلاه موعظة لك فأحذر أن تجعل الله أهون
الناظرين إليك !!! من اليوم ألغي إيميلات الفتيات من شيطان النت الأكبر *** وتب
إلى الله عل تعالى أن يتوب علينا وعليك .
