طفل ليبي يضيع في شوارع القاهرة..

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
خلاف الوظيفة السياسية والاقتصادية والثقافية.. هذا إذا كانت المكاتب الشعبية تمارس هذه الوظائف بالفعل على الوجه المطلوب، فإن حماية المواطن الليبي في الخارج وتقديم كافة التسهيلات له من أولويات مهام المكاتب الشعبية ( السفارات ).. حفاظاً على سمعة الوطن و هيبته.

كم من حكاية وقصة سمعناها عن تصرفات من يعملون بالمكاتب الشعبية الليبية في مختلف دول العالم..

مواطن جاء به القدر لعلاج قريب له وعندما نفد ما معه من أموال جمعها بطريقة أو بأخرى..توكل على الله وتوجه صوب المكتب الشعبي وكله ثقة في أن يقوم السفير المبجل بتسديد ما عليه حفظاً على ماء وجه الوطن شريطة أن يتم تسديد المبلغ في الداخل على مرتبه أو على هيأة سلفه أو أي كانت الكيفية.. لكنه عاد يجر أذيال الخيبة فيمم إلى سفارات دول أخرى علاقاتها متردية مع ليبيا وربما مع الوطن العربي برمته فقامت بتقديم أكثر مما متوقع من المساعدة المطلوبة.. وهذه لطمة موجعة في وجه الوطن ليست من أجل الوطن.

كثير من الموظفين الذين طالهم السوس وهم يمثلون بلادنا من سفارة إلى سفارة نسوا وطننا واهتموا بجمع الدولار وصرفه على أنفسهم في غير طاعة الوطن.. فتفيأوا بين مواخير المتعة وآخر دعواهم ( بلاد خاربة ).. لا يعرفون شكل العملة الليبية.. ولا يريدون العودة إلى البلاد التي تشبه الجحيم في نظرهم.. ولا تهمهم سمعة الوطن.. ولا حياة مواطن ليبي ضاع بين السجون ودور الإصلاح وكسر الخاطر في بلاد الغير.

موظفون وسفراء احتكروا الوظائف الدبلوماسية وكأن الوطن عقيم من الرجال الرجال الذين يحبون تراب ليبيا ويتألمون من أدنى إهانة له..

هذه حكاية أسرة ليبية وقعت فريسة للتشرد والضياع بين شوارع القاهرة.. والمكتب الشعبي الموقر في القاهرة لوى عنقه لطفلين أحدهما غاب في مؤسسات الإصلاح المصرية و الآخر ينام على مقاعد سيارات الأجرة الليبية ولا مأوى له.. فلا عاد إلى وطنه ولا المكتب الشعبي احتضنه إلى حين إنهاء إجراءاته التي ضاعت تحت أنقاذ جبل المقطم كما ضاعت أمه ووالده في أبشع كارثة إنسانية..

مكتب شعبي.. قفله أفضل بكثير من مواقفه الهزيلة والمخيبة للآمال أمام سائقي سيارات الأجرة الليبيين الذين يستحقون جوازات سفر حمراء.. وسفراء فوق العادة لمواقفهم الجبارة تجاه أبناء وطنهم.. والفرق كبير بين من يحب الوطن ويخاف على سمعته وبين من لا يهمه إلا سعر الذهب وبورصة الدولار..

شكرا لسائقي سيارات الأجرة الذين تحملوا عبء رعاية الطفل الليبي بالتناوب.. وشكرا للمكتب الشعبي الذي هدر سمعة الوطن بتسويفه وإهماله لأبناء ليبيا يسيحون في شوارع وأزقة القاهرة..

ندعوكم لمشاهدة وسماع وقائع المأساة التي أسهم فيها المكتب الشعبي بالقاهرة.. فلعل الصورة أبلغ من الكتابة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



http://www.silvioum.com/det.asp?Show=1677