دلّت الأدلة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في كل سفر ، طال أو قصُر ، ولم يُنقل عنه عليه الصلاة والسلام أن أتّم الصلاة الرباعية في السفر .
قال أنس رضي الله عنه : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة ، فكان يُصلي ركعتين ركعتين ، حتى رجعنا إلى المدينة . قال يحيى بن أبي إسحاق : قلت : أقمتم بمكة شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا . رواه البخاري ومسلم .
وبوّب عليه الإمام البخاري : باب ما جاء في التقصير ، وكم يقيم حتى يقصر ؟
والنبي صلى الله عليه وسلم سافر تسعة عشر يوما وكان يقصر الصلاة خلال تلك المدّة .
ففي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ . رواه البخاري .
وروى الإمام مالك عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر بن الخطاب كان إذا قدم مكة صلّى بهم ركعتين ثم يقول : يا أهل مكة أتموا صلاتكم ، فإنا قوم سَفْر . ومن طريقه رواه البيهقي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فإن رسول الله كان يسافر أسفاراً كثيرة ، قد اعتمر ثلاث عُمر سوى عمرة حجته ، وحجّ حجة الوداع ومعه ألوف مؤلفة ، وغزا أكثر من عشرين غزاة ، ولم يَنقل عنه أحد قط أنه صلى في السفر لا جمعة ولا عيدا ، بل كان يصلي ركعتين ركعتين في جميع أسفاره ، ويوم الجمعة يُصلي ركعتين كسائر الأيام . اهـ .
أما ما سألت عنه من قصر الصلاة فإن كنت صلّيت وحدك فلا يجب عليك أن تُعيد صلاتك ، وإن كنت اقتديت بِمُقيم فأتمّ وقصرت ، فعليك إعادة الصلاة ؛ لأن هذا مِن مُخالفة الإمام ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : إنما جُعِل الإمام ليؤتم به ، فلا تختلفوا عليه . رواه البخاري ومسلم .
والله عز وجل اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتى الحاسى
.