ذات يوم تحدثت بنت قائلةً:
فتحت النافذة كعادتي كل صباح ونظرت للشارع
فقلت:ألم تمل تلك العجوز من الجلوس هناك
إن فضولي يقتلني لأعرف ما يجول بخاطرها وما الذي يشغل تفكيرها.
فصبحت على أمي واشتاذنت منها بالخروج
نظرت لتلك العجوز وتبسمت في وجهها
وقلت لها:صباح الخير ياخالة
فردت عليّ وهي مبتسمة صباح الخير يا ابنتي
لقد تأخرت بالمجيء ما الذي أخرك؟
نظرت لها باستغراب وقلت لها: ربما تعتقدين أني شخص آخر،
فقالت لا الست أنت الفتاة التي تسكني في الدور الثاني من ذلك البناء؟
قلت: نعم، ولكني لم أعدك بزيارة من قبل.
قالت: بلى،
كل صباح عندما تفتحي نافذتك وتنظرين لي وتسألي نفسك أسئلة كثيرة بخصوصي.
توجست منها خيفة وأصبحت أرتجف خوفاً
فامسكت يدي وقالت لا تخافي يا ابنتي
لكن الأيام علمتني الكثير
حتى بت أعرف ما يجول في خاطر كل من أمامي
فنظرت في عينيها الصغيرتين الممتلئين ذكاء لوقت قليل وقبل أن أسالها
قالت: نعم عندي بيت وليس عندي أولاد
اشتد خوفي منها أكثر وسحبت يدي من يدها بقوة، وقمت بسرعة،
وقلت لها عن إذنك يا خالة أخشى أن أتأخر عن موعدي
واخذت نهاري وانا أفكر فقط بكلمات تلك العجوز،
ورجعت إلى البيت من الطريق الخلفي كي لا أراها،
فكرت ساعات وساعات
ثم قررت أن أذهب لتلك العجوز غدا
وفي صباح اليوم الباكر
نظرت للشارع فلم أجد العجوز في مكانها المعتاد
وفي ذات يوم فتحت النافذة فوجدت تلك الفتاة التي غالبا ما كانت تتحدث مع العجوز لساعات
نزلت مزرعةً ولكني لم الحقها
ومضى أسبوع آخر أترقب فيه الفتاة أو العجوز
وفي صباح يوم من الايام رايت تلك الفتاه جالسةً في مكان العجوز
جأتها واقتربت منها فقلت صباح الخير
فقالت : وهي مبتسمةً صباح الخير ياقطر الندى
-أنت مخطئة فأنا لست قطر الندى، وإنما أنا ـــ.........ّ
-ألست الفتاة التي تسكن في الدور الثاني من ذلك البناء.
-نعم.
-إذاً أنت قطر الندى فقد كانت الخالة أمينة تدعوك بهذا الاسم.
-وهل العجوز التي كانت تجلس هنا اسمها الخالة أمينة.
-نعم.
-وأين هي الآن ؟ لماذا لم تعد تأتي لتجلس هنا ؟
أحنت رأسها، وقالت: لقد رحلت.
-رحلت إلى أين رحلت؟!
-إلى البعيد، وسكتت قليلاً، ثم نظرت إلي وقالت رحلت إلى دار الحياة الأبدية.
ولم أشعر بنفسي إلا وقد أجهشت بالبكاء
فسألتها عن تلك العجوز أسأله منها
-ولماذا كانت تدعوني بقطر الندى ؟
-لأنها لم تكن تراك إلا عند كل صباح ولمدة قليلة ثم تغيبي وتظهري في صباح اليوم التالي
كقطرات الندى التي تنزل على الورود كل صباح،
ثم تتساقط وتعود في اليوم الثاني وتحط على الورود مره أخرى. رأيكم بصراحة]